التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معلولا

معلولا : 
 

مدينة سورية تقع في شمال شرق دمشق على بعد حوالي 56 كم وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500 متر يتحدث سكان معلولا باللغة الآرامية وهي لغة السيد المسيح عليه السلام وكلمة معلولا بحسب اللغة الآرامية تعني "المدخل" وربما يشير هذا الاسم الى موقع القرية عند مدخل الوادي الذي يقطع الجبل من أعلى الى أسفل وتشير الدراسات الى أن تاريخ معلولا مأهول بالسكان منذ عصور ماقبل التاريخ وتبين ذلك من خلال الدراسات التي اجريت على جبل معلولا وجروفه الصخرية .
تعاقبت على مدينة معلولا عدد من الحضارات القديمة ومنها : الآرامية واليونانية والرومانية ولبيزنطية والعلربية الاسلامية ويظهر أثر هذه الحضارات من خلال آثارها ومعالمها حيث تشتهر بوجود العديد من المعالم المسيحية المقدسة ومعالم قديمة يعود تاريخها الى القرن العاشر قبل الميلاد كما أن سكانها من المسيحيين و المسلمين مازالو يتكلمون باللغة الآرامية الى جانب اللغة العربية .

معالم معلولا :

تحتوي معلولا على معالم تاريخية متفردة أهمها الأديرة والكنائس والممرات الصخرية وعلى آثار مسيحية قديمة وهامة في تاريخ المسيحية منها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل كما يوجد فيها دير مارتقلا البطريركي تتميز بيوت بلدة معلولا بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لاتعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل الى أروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكونه ذات طابع متميز أما الأوابد والأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الانسان القديم فتحكي قصة آلاف الاسنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص الى العهد الروماني الذي سميت به سليوكوبوليس والى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دورا دينيا مهما عندما أصبحت بدء من القرن الرابع مركزا لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر .

الممر الصخري "الفج":

تمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممرا ضيقا من طرف الجبل الى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم ،يقسم الفج القرية الى شطرين ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة وتروي الحكايات الشعبية أن هذا الفج نشأ عندما أراد السيد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فأبقى هذا الفج القديسة تقلا في جانب والجنود الرومان في جانب آخر .
فج مار تقلا


دير القديسين سركيس وباخوس :

بني دير مار سركيس وباخوس في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا فيي عهد الملك مكسيمانوس عام 297ميلادي ولايزال هذا الدير محتفظا بطابعه التاريخي العريق .



                                                صور لدير مار سركيس وباخوس

دير مارتقلا :

طل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت فيه بعد هروبها من أهل السوء حيث لا يزال هذا الكهف ظاهرا حتى اليوم وفي رحيضم دير مار تقلا رفات القديسة تقلا ابنة أحد الأمراء  وتلميذة القديس بولس وماء مقدس للتبرك ويقع في مكان بارز من القرية ويابهبني دير مارتقلا الذي بقي حتى الآن رمزا للقداسة وحياة القديسيين .
وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه الذين يأتون اليه من كل صوب ومن كافة أنحاء العالم للتبرك وللزيارة واذا لأمعن الزائر النظر من سطح الدير الى الصخور المحيطة شاهد القلالي (أي غرف الانفراد المحفورة في الصخر ) التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون الى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد مما يدل على أن معلولا كانت مدينة رهبانية مقدسة .

الاحتفالات والأعياد الدينية :

تحتفل المدينة بعدة أعياد حيث تزدحم كنائس المدينة وأديرتها بالزوار من مختلف بلاد العالم ومن هذه الأعياد عيد الصليب في الرابع عشر من ايلول وعيد القديسة تقلا في الرابع والعشرين من شهر ايلول وعيد القديسين سركيس وباخوس .

معلولا والارهاب :

كانت بلدة معلولا على موعد مع الارهاب كما الكثير من المعالم الأثرية والمناطق السورية .
في عام 2013 عصف الارهاب ببلدة معلولا الأثرية احتلتها جبهة النصرة تم تدمير وحلاق وسرقة الأديرة والكنائس ، لقد تم تدمير وسرقة 26 أيقونة دينية كما قامت الجماعات المسلحة باختطاف 12 راهبة في أواخر عام 2013 تم الافراج عنهن بعد بضعة أشهر في عملية تبادل للأسرى .
تم ترميم بعض المباني التي أصابها التخريب ومايزال الترميم جاريا لازالة مظاهر التخريب والدمار وعودة البلدة الى سابق عهدها الا أن هناك أضلرارا وتخريب لايمكن اصلاحه فالأيقونات التي تم احراقها لايمكن اعادة ترميمها وتم الاستعاضة عنها بأخرى منسوخة عن الأيقونات الأصلية تبرعت بها عدة أطراف داخلية وخارجية .

نفضت معلولا عن نفسها غبار الارهاب والدمار وهاهي تنهض من جديد منارة للمحبة والسلام .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسواق دمشق (سوق الحميدية)

سوق الحميدية : هو أحد أكبر وأشهر أسواق دمشق وقد بني السوق بشكله الحالي في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول عام 1780 ميلادي وقد اشتق اسمه من اسم هذا السلطان . يبدأسوق الحميدية عند التقاء نهاية شارع النصر مع شارع الثورة بجانب قلعة دمشق وهو سوق مغطى بالكامل وكانت تزين سقفه ثقوب كثيرة نتجت عن اطلاق النار على السوق من الطيران الفرنسي خلال التمرد على الانتداب وتنفذ من خلال هذه الثقوب  أشعة الشمس الى السوق كما تمتد نوافذ جانبية على جانبي السقف وعلى طول السوق ويقع سوق الحميدية في أحضان المعالم  الأثرية التي تحيط به كقلعة دمشق والمكتبة الظاهرية والجامع الأموي وغيرها من المعالم الأثرية  ويتفرعن سوق الحميدية العديد من الاسواق مثل سوق الحريقة وسوق البزورية وسوق العصرونية وسوق الحرير وغيرها من الأسواق . وينتهي سوق الحميدية عند بوابة معبد جوبيتير الدمشقي ومنه الى الساحة أمام الجامع الأموي في قلب المدينة القديمة . تباع في سوق الحميدية مختلف أنواع البضائع مثل الاصناعات التراثية كالصناعات النحاسية والأرابيسك والمصدفات وكافة أنواع الألبسة وأدوات الزينة والعطورات والذهب و...

مدينة تدمر(Palmyra)

تاريخ المدينة: تدمر باللاتينية (بالميرا-Palmyra) ومعنى تدمر في اللغة الاّرامية (المعجزة) ورد ذكر تدمر في السجلات التاريخية للمرة الاّولى في الألفية الثانية قبل الميلاد وانتقلت في تلك الفترة بين أيدي عدة دول حاكمة الى أن انتهى بها المطاف تحت سلطة الامبراطورية الرومانية في القرن الأول بعد الميلاد. كانت تدمر مدينة عظيمة الثراء بفضل موقعها الذي يقع عند نقطة تقاطع عدة طرق تجارية في العالم القديم وكانت حركة التجارة نشطة جدا بين دول الشرق والغرب ويظهر ذلك من مراسلاتهم حيث كانو يتراسلون مع دول الشرق باللغة الاّرامية ويراسلون دول الغرب باللغة اللاتينية وقد كان طريق الحرير الذي هو أحد أهم الطرق التجارية القديمة ويمتد من الصين شرقا الى أوربا غربا يمر بها وقد اشتهر التدمريون بمدن كثيرة أقاموها على هذا الطريق . وقد مكنتهم أرباح تجارتهم من انشاء أبنية هائلة في مدينة تدمر مثل كولوناد تدمر الكبير و معبد بل وقبور قائمة على هيئة أبراج . الرواق العظيم المؤدي الى قوس النصر المسرح الروماني كما اهتم التدمريون بالزراعة وطوروها من حيث بناء السدود لتجميع المياه وتطوير أساليب الري كم...

من مفكرة عاشق دمشقي للشاعر نزار قباني

يقول الشاعر في دمشق:  فرشت فوق ترابك الطاهر الهدبا              فيا  دمشق    لماذا    نبدأ     العتبا؟ حبيبتي   أنت   فاستلقي   كأغنية             على ذراعي ولا  تستوضحي السببا أنت  النساء جميعا ما  من  امرأة             أحببت   بعدك   الا     خلتها    كذبا        ياشام ، انّ جراحي لا ضفاف لها              فمسّحي عن جبينك الحزن  و التعبا    وأرجعيني  الى  أسوار  مدرستي             وأرجعيني الحبر والطبشور والكتبا تلك الزواريب كم كنز طمرت بها            وكم  تركت  عليها  ذكريات   صبا  وكم رسمت على جدرانها صورا             و...