يقول الشاعر في دمشق:
فرشت فوق ترابك الطاهر الهدبا فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية على ذراعي ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعا ما من امرأة أحببت بعدك الا خلتها كذبا
ياشام ، انّ جراحي لا ضفاف لها فمسّحي عن جبينك الحزن و التعبا
وأرجعيني الى أسوار مدرستي وأرجعيني الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنز طمرت بها وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على جدرانها صورا وكم رسمت على جدرانها لعب
أتيت من رحم الأحزان يا وطني أقبّل الأرض و الأبواب و الشّهبا
حبّي هنا و حبيباتي و لدن هنا فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا ؟
أنا قبيلة عشّاق بكاملها ومن دموعي سقيت البحر والسّحبا
فكلّ صفصافة حّولتها امرأة وكلّ مئذنة رصّعتها ذهبا
هذي البساتين كانت بين أمتعتي لما ارتحلت عن الفيحاء مغتربا
فلا قميص من القمصان ألبسه الا وجدت على خيطانه عنبا
كم مبحر و هموم البرّ تسكنه وهارب من قضاء الحبّ ما هربا
ويقول في وصف حال أكثرالرؤساء والملوك العرب:
دمشق،يا كنز أحلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها وباسو كفّ من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا ؟
سقوا فلسطين أحلاما ملوّنة وأطعموها سخيف القول والخطبا
عاشو على هامش الأحداث ،ماانتفضوا للأرض منهوبة، والعرض مغتصبا
وخلّفوا القدس فوق الوحل عارية تبيح عزّة نهديها لمن رغبا
هل من فلسطين مكتوب يطمئنني عمنّ كتبت اليه و هو ما كتبا؟
وعن بستين ليمون ، وعن حلم يزداد عنّي ابتعادا كّما اقتربا
أيا فلسطين من يهديك زنبقة ؟ ومن يعيد اليك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثة عن الحنان ، ولكن ما وجدت أبا
تلفّتي تجدينا في مباذلنا من يعبد الجنس أو من يعبد الذهبا
فواحد أعمت النعمى بصيرته فللخنى و الغواني كلّ ما وهبا
وواحد ببحار النفط مغتسل قد ضاق بالخيش ثوبا فارتدى قصبا
وواحد نرجسي في سريرته وواحد من دم الأحرار قد شربا
ان كان من ذبحو التاريخ هم نسبي على العصور فانّي أرفض النسبا
ياشام،ياشام،مافي جعبتي طرب أستغفر الشعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأمن شعري ومن أدبي ؟ حوافر الخيل داست عندنا الأدبا
و حاصرتنا و آذتنا فلا قلم قال الحقيقة الا اغتيل أو صلبا
يا من يعاتب يعاتب مذبوحاعلى دمه ونزف شريانه ما أسهل العتبا
من جرّب الكي ّلاينسى مواجعه ومن رأى السمّ لايشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتف ّعلى عنقي من ذا يعاتب مشنوقا اذا اضطربا ؟
الشعر ليس حمامات نطيّرها نحو السماء ، ولا نايا وريح صبا
لكنّه غضب طالت أظافره ما أجبن الشعر ان لم يركب الغضبا
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لزيارتك لا تتردد في ارسال أية ملاحظات على المدونة