التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من مفكرة عاشق دمشقي للشاعر نزار قباني

يقول الشاعر في دمشق: 
فرشت فوق ترابك الطاهر الهدبا              فيا  دمشق    لماذا    نبدأ     العتبا؟
حبيبتي   أنت   فاستلقي   كأغنية             على ذراعي ولا  تستوضحي السببا
أنت  النساء جميعا ما  من  امرأة             أحببت   بعدك   الا     خلتها    كذبا       
ياشام ، انّ جراحي لا ضفاف لها              فمسّحي عن جبينك الحزن  و التعبا   
وأرجعيني  الى  أسوار  مدرستي             وأرجعيني الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنز طمرت بها            وكم  تركت  عليها  ذكريات   صبا 
وكم رسمت على جدرانها صورا             وكم   رسمت  على   جدرانها  لعب
أتيت من رحم  الأحزان يا وطني             أقبّل  الأرض  و الأبواب  و  الشّهبا
حبّي  هنا  و حبيباتي  و لدن  هنا             فمن  يعيد  لي  العمر  الذي  ذهبا  ؟ 
أنا     قبيلة      عشّاق     بكاملها             ومن دموعي  سقيت البحر  والسّحبا
فكلّ   صفصافة   حّولتها   امرأة              وكلّ     مئذنة     رصّعتها      ذهبا
هذي البساتين  كانت  بين أمتعتي              لما   ارتحلت   عن  الفيحاء  مغتربا
فلا  قميص  من  القمصان  ألبسه              الا   وجدت   على   خيطانه    عنبا
كم  مبحر   و هموم  البرّ  تسكنه               وهارب  من  قضاء  الحبّ ما هربا

ويقول في وصف حال أكثرالرؤساء والملوك العرب:  

دمشق،يا كنز أحلامي ومروحتي               أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمت  سياط  حزيران  ظهورهم               فأدمنوها  وباسو  كفّ  من ضربا
وطالعوا  كتب  التاريخ  واقتنعوا               متى   البنادق كانت تسكن الكتبا ؟
سقوا   فلسطين   أحلاما   ملوّنة                وأطعموها سخيف القول والخطبا
عاشو على هامش الأحداث ،ماانتفضوا       للأرض منهوبة، والعرض مغتصبا
وخلّفوا القدس فوق الوحل عارية              تبيح    عزّة   نهديها    لمن   رغبا   
هل من فلسطين مكتوب يطمئنني              عمنّ   كتبت   اليه  و هو ما  كتبا؟ 
وعن  بستين  ليمون ، وعن  حلم              يزداد   عنّي   ابتعادا   كّما   اقتربا     
أيا  فلسطين  من  يهديك  زنبقة ؟              ومن  يعيد اليك البيت الذي  خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثة              عن  الحنان ، ولكن ما  وجدت  أبا
تلفّتي      تجدينا    في     مباذلنا              من يعبد الجنس أو من يعبد   الذهبا
فواحد   أعمت  النعمى  بصيرته              فللخنى   و الغواني   كلّ  ما   وهبا
وواحد   ببحار   النفط    مغتسل              قد ضاق بالخيش ثوبا فارتدى قصبا
وواحد   نرجسي   في   سريرته              وواحد  من  دم  الأحرار  قد  شربا
ان كان من ذبحو التاريخ هم نسبي           على  العصور  فانّي أرفض  النسبا
ياشام،ياشام،مافي  جعبتي طرب             أستغفر  الشعر أن يستجدي  الطربا
ماذا سأقرأمن شعري ومن أدبي ؟           حوافر الخيل  داست   عندنا   الأدبا  
و  حاصرتنا  و   آذتنا   فلا  قلم              قال  الحقيقة  الا  اغتيل  أو   صلبا
يا من يعاتب يعاتب مذبوحاعلى دمه         ونزف   شريانه  ما  أسهل   العتبا
من جرّب الكي ّلاينسى مواجعه              ومن رأى السمّ لايشقى كمن  شربا
حبل الفجيعة ملتف ّعلى  عنقي              من ذا يعاتب مشنوقا اذا اضطربا ؟
الشعر  ليس  حمامات  نطيّرها             نحو السماء ، ولا نايا  وريح  صبا
لكنّه   غضب   طالت  أظافره              ما أجبن الشعر ان لم يركب الغضبا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسواق دمشق (سوق الحميدية)

سوق الحميدية : هو أحد أكبر وأشهر أسواق دمشق وقد بني السوق بشكله الحالي في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول عام 1780 ميلادي وقد اشتق اسمه من اسم هذا السلطان . يبدأسوق الحميدية عند التقاء نهاية شارع النصر مع شارع الثورة بجانب قلعة دمشق وهو سوق مغطى بالكامل وكانت تزين سقفه ثقوب كثيرة نتجت عن اطلاق النار على السوق من الطيران الفرنسي خلال التمرد على الانتداب وتنفذ من خلال هذه الثقوب  أشعة الشمس الى السوق كما تمتد نوافذ جانبية على جانبي السقف وعلى طول السوق ويقع سوق الحميدية في أحضان المعالم  الأثرية التي تحيط به كقلعة دمشق والمكتبة الظاهرية والجامع الأموي وغيرها من المعالم الأثرية  ويتفرعن سوق الحميدية العديد من الاسواق مثل سوق الحريقة وسوق البزورية وسوق العصرونية وسوق الحرير وغيرها من الأسواق . وينتهي سوق الحميدية عند بوابة معبد جوبيتير الدمشقي ومنه الى الساحة أمام الجامع الأموي في قلب المدينة القديمة . تباع في سوق الحميدية مختلف أنواع البضائع مثل الاصناعات التراثية كالصناعات النحاسية والأرابيسك والمصدفات وكافة أنواع الألبسة وأدوات الزينة والعطورات والذهب و...

مدينة تدمر(Palmyra)

تاريخ المدينة: تدمر باللاتينية (بالميرا-Palmyra) ومعنى تدمر في اللغة الاّرامية (المعجزة) ورد ذكر تدمر في السجلات التاريخية للمرة الاّولى في الألفية الثانية قبل الميلاد وانتقلت في تلك الفترة بين أيدي عدة دول حاكمة الى أن انتهى بها المطاف تحت سلطة الامبراطورية الرومانية في القرن الأول بعد الميلاد. كانت تدمر مدينة عظيمة الثراء بفضل موقعها الذي يقع عند نقطة تقاطع عدة طرق تجارية في العالم القديم وكانت حركة التجارة نشطة جدا بين دول الشرق والغرب ويظهر ذلك من مراسلاتهم حيث كانو يتراسلون مع دول الشرق باللغة الاّرامية ويراسلون دول الغرب باللغة اللاتينية وقد كان طريق الحرير الذي هو أحد أهم الطرق التجارية القديمة ويمتد من الصين شرقا الى أوربا غربا يمر بها وقد اشتهر التدمريون بمدن كثيرة أقاموها على هذا الطريق . وقد مكنتهم أرباح تجارتهم من انشاء أبنية هائلة في مدينة تدمر مثل كولوناد تدمر الكبير و معبد بل وقبور قائمة على هيئة أبراج . الرواق العظيم المؤدي الى قوس النصر المسرح الروماني كما اهتم التدمريون بالزراعة وطوروها من حيث بناء السدود لتجميع المياه وتطوير أساليب الري كم...