تاريخ المدينة:
تدمر باللاتينية (بالميرا-Palmyra) ومعنى تدمر في اللغة الاّرامية (المعجزة) ورد ذكر تدمر في السجلات التاريخية للمرة الاّولى في الألفية الثانية قبل الميلاد وانتقلت في تلك الفترة بين أيدي عدة دول حاكمة الى أن انتهى بها المطاف تحت سلطة الامبراطورية الرومانية في القرن الأول بعد الميلاد.
كانت تدمر مدينة عظيمة الثراء بفضل موقعها الذي يقع عند نقطة تقاطع عدة طرق تجارية في العالم القديم وكانت حركة التجارة نشطة جدا بين دول الشرق والغرب ويظهر ذلك من مراسلاتهم حيث كانو يتراسلون مع دول الشرق باللغة الاّرامية ويراسلون دول الغرب باللغة اللاتينية وقد كان طريق الحرير الذي هو أحد أهم الطرق التجارية القديمة ويمتد من الصين شرقا الى أوربا غربا يمر بها وقد اشتهر التدمريون بمدن كثيرة أقاموها على هذا الطريق .
وقد مكنتهم أرباح تجارتهم من انشاء أبنية هائلة في مدينة تدمر مثل كولوناد تدمر الكبير و معبد بل وقبور قائمة على هيئة أبراج .
![]() |
الرواق العظيم المؤدي الى قوس النصر |
![]() |
المسرح الروماني |
![]() |
واحة تدمر |
وكان النظام الاجتماعي في المدينة قائما على القبلية والحكم العشائري وكانت ثقافتهم متأثرة بدرجة كبيرة بالعالم اليوناني والروماني حيث أن نمطها المعماري والفني يجمع أنماطا رومانية ويونانية مع الأنماط الفنية الشرقية.
مع حلول القرن الثالث بعد الميلاد تحولت تدمر الى مركزاقليمي بلغ ذروةازدهاره في عام 260 ميلادي حيث انتصر ملكها أذنية على الامبراطور الساساني سابور الأول وبعد اغتيال أذينة وابنه البكر خلفته زنوبيا كونها الوصية على ابنها الصغير وريث الملك أذينة .
لم ترغب الملكة زنوبيا بأن تبقى تدمر تحت الحكم الروماني فثارت عليهم وطردتهم من المدينة وأسست مملكة تدمر المستقلة الا أن هذا أثار غضب الامبراطور الروماني "أوريليان" فحشد جيشا و دمر المدينة عام 273 م.
وقد دمرت المدينة مرة أخرى سنة 1400 م نتيجة الغزو المغولي فتقلصت الى قرية صغيرة وبعد مجيء الانتداب الفرنسي قرر أن ينقل جميع السكان الى مدينة تدمر الحديثة عام 1932 م ليصبح موقع المدينة الأثري متاحا للتنقيب والاستكشاف.
الملكة زنوبيا:
![]() |
الملكة زنوبيا |
مكنتها طبيعة حياتها من اكتساب مواهب متعددة ومنها الصيد والرماية والتعامل مع صعوبات الحياة بمختلف أشكالها.
أطلق عليها لقب "الملكة المحاربة "لأنها عرفت بشجاعتها حيث خاضت حروبا عديدة ومن الحروب التي خاضتها زنوبيا غزو مصر (269 م -270 م)حيث كان الرومان يحكمونها كما قادت جيشها وغزت المزيد من أراضي سوريا ولبنان وفلسطين وسيطرت على منطقة اّسيا الصغرى وشكلت امبراطورية مستقلة عن روما وقامت بصك النقود حيث خصصت قطعا نقدية لمملكتها وكان هذا من الأمور المستفزة للرومان كما قامت بمنع وصول الحبوب الى روما مما أدى الى نقص الخبز في الامبراطورية الرومانية
وفاة الملكة زنوبيا:
![]() |
زنوبيا |
شن الامبراطور الروماني أوريليان حربا ضد مملكة زنوبيا والتقى الجيشان بالقرب من منطقة أنطاكية في سوريا وهزمت قوات أورليان الملكة زنوبيا وزحفت لتحاصر مدينة تدمر وقد عرض أوريليان عليها التسليم والخروج سالمة من المدينة التي لن تمس لكنها رفضت وحاولت الاستنجاد بالفرس وذهبت متخفية لملاقات (هرمز) ملك ملك الفرس وقبل أن تعبر نهر الفرات كان جيوش الرومان ترصدها فقبضو عليها وأعادوها الى أوريليان الذي عاد بها الى روما أسيرة مكبلة بأصفاد من الذهب وقد توفيت زنوبيا في روما سنة 274 م في ظروف غامضة .
مواصفات مدينة تدمر:
اعتبرت مدينة تدمر من أجمل المدن في تلك الفترة وتميزت بالتطور الهائل في البناء فقد كانت تحمل طابع المدن الاغريقية الرومانية وتنتشر اّثارها على مساحات كبيرة نجد فيها المعابد والأعمدة وأقواس النصر والمدارج والساحات العامة كما تتواجد فيها المدافن الملكية والتماثيل الكثيرة وقلعة ابن معين وغيرها من الاّثار التي دلت على قوتها وعظمته
أهم المواقع الأثرية في تدمر:
![]() |
معبد بعل شمين |
*معبد بعل شمين: يعد بعل شمين الها فنيقيا قديما وقد أطلق عليه اليونانيون اسم (زيوس) وقد تم بناء هذا المعبد فوق معبد اّخر قديم
*معبد بعل:حافظ المعبد على حاله عبر العصور والأزمنة ويقع في نهاية الشارع المستقيم على الجهة اليمنى منه.
وقد لحق باّثار تدمر أضرار كبيرة نتيجة التخريب المتعمد الذي لحق بها من قبل الجماعات المسلحة خلال الأحداث التي تشهدها سوريا وكلنا أمل بأن يعاد ترميم مدينة تدمر الأثرية بعد أن تم تحريرها .
وبهذا نكون قد اطلعنا على جزء صغير من تاريخ احدى أهم المدن والممالك في التاريخ والتي حكمتها واحدة من أقوى وأنجح النساء وقد استطاعت أن تقود قومها الى نهضة شاملة على جميع المستويات ولعبت دورا كبيرا ليس في الشرق وحسب وانما في روما بحد ذاتها.
![]() |
معبد نبو |
*معبد نبو: كان نبو من أكثر الاّلهة شعبية عند البابليين قديما فقد كان يعد اّلهة التنبؤ والحكمة وتميز بناؤه بالدقة وقد بدأ بناؤه في نهاية القرن الأول الميلادي واستمر الى بداية القرن الثالث الميلادي بالاضافة الى العديد من الاّثار الأخرى مثل معسكر ديوكلتيان والشارع المستقيم ومجلس الشيوخ .
وقوس النصروهو البوابة الكبرى وتعرف بقوس النصر أو قوس هادريان.
![]() |
معبد نبو |
وبهذا نكون قد اطلعنا على جزء صغير من تاريخ احدى أهم المدن والممالك في التاريخ والتي حكمتها واحدة من أقوى وأنجح النساء وقد استطاعت أن تقود قومها الى نهضة شاملة على جميع المستويات ولعبت دورا كبيرا ليس في الشرق وحسب وانما في روما بحد ذاتها.
![]() |
لتدمير اّثار تدمر |
![]() |
تدمير معبد بعل شمين |
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لزيارتك لا تتردد في ارسال أية ملاحظات على المدونة